للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر ظهور رجل ادعى أنه محمد بن الحسن المهدى وقتله]

وفى سابع عشر ذى الحجة سنة سبع عشرة وسبعمائة ظهر رجل من أرض قرطياؤس من عمل جبلة فادعى أنه محمد بن الحسن المهدى، وقال للناس إنه [١] بينما هو يحرث إذ جاءه طائر أبيض فنقب جنبه وأخرج روحه منه، [١١٤] ونقل إليه روح محمد بن الحسن. وصدقوه فيما ادعاه ودعاهم إلى طاعته فاجتمع عليه طائفة من النصيرية تقدير خمسة الآف رجل وأمرهم بالسجود له ففعلوا وأحل لهم شرب الخمر وترك الصلاة وأعلن هو وأصحابه بقولهم لا إله إلا على، ولا حجاب إلا محمد ورفع راية حمراء وشمعة كبيرة توقد بالنهار يحملها شاب أمرد ادعى أنه إبراهيم بن أدهم وأنه أجباه [٢] وسمى [أخاه المقداد بن الأسود الكندى] [٣] وأباه سلمان الفارسى وسمى آخر جبريل وكان يقول له، اطلع إليه فقل له كذا وكذا يشير إلى البارى جلّ وعلا وهو يزعمه على بن أبى طالب فيخرج ذلك المسمى جبريل عنه، ويغيب قليلا ثم يعود فيقول رأيتك أنت ثم جمع هذا الدعى أصحابه ودخل بهم مدينة جبلة فى يوم الجمعة بعد الصلاة الثانى والعشرين من الشهر، وفرق عليهم جماعته ثلاث فرق عليها، فرقة أتت من قبلى البلد مما يلى الشرق فخرج عليهم العسكر المقيم بجبلة فكسرهم وقتل منهم مائة وأربعة وعشرين نفرا واستشهد من المسلمين نفر يسير، وانهزمت هذه الفرقة الثانية التى أتت من قبلى البلد مما يلى الغرب على جانب البحر والفرقة الثالثة أتت من شرقى البلد لجهة الشمال، وكثروا على أهل البلد وكسروهم وهجموا على البلد ونهبوا الأموال وسبوا الحريم والأولاد وقتلوا جماعة من رءوس المسلمين بجبلة وأعلنوا بقول لا إله إلا علىّ ولا حجاب إلا محمد ولا باب الا سلمان وبسب أبى بكر وعمر رضى الله عنهما ولعن هذه الطائفة، وجمع هذا الخارجىّ ما انتهبه أصحابه من جبلة [وقسّمه على أصحابه بقرية] [٤] وجاء الأمير بدر الدين التاجى مقدم العسكر باللاذقية إلى


[١] هذا اللفظ من ص.
[٢] فى الأصول «أخاه» والمثبت عن ملحق السلوك ٢: ٩٥١.
[٣] ما بين الحاصرتين إضافة يقتضيها السياق.
[٤] ما بين الحاصرتين مكان كلمة مطموسة، وهى اسم لقرية.