للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا نائب السلطنة ولا حاشيته، ثم تفرق الناس وطلب نائب السلطنة الخطيب جلال الدين، والشيخ مجد الدين التّونسى فضرب التونسى بين يديه تسعين عصاه ضربا وجيعا، ورسم عليه وعلى الخطيب، ثم ضمّن عليهما، وأفرج عنهما، ثم تقرر الحال فى يوم الجمعة سابع عشر الشهر على استخدام أربعمائة فارس، وأن يؤخر استخراج المال إلى أن يحل ركاب السلطان بالشام، وسكن الحال بعض السكون، وتوقع الناس لنائب السلطنة حلول النقمة لما أمر بضرب العوام وحملة المصحف والنعل النبوى، وكان الأمر كما توقعوه.

[ذكر القبض على الأمير سيف الدين كراى]

نائب السلطنة بالشام، والأمير سيف الدين قطلوبك نائب السلطنة بالمملكة الصفدية.

كان القبض على الأمير سيف الدين كراى فى يوم الخميس الثالث والعشرين من جمادى الأولى، وذلك أن الأمير سيف الدين أرغون الدّوادار الناصري وصل على خيل البريد فى يوم الأربعاء الثانى والعشرين من الشهر، ووصل أيضا فى هذا اليوم مملوك نائب السلطنة من الأبواب السلطانية بأجوبة تقادمه، وأحضر لمخدومة تشريفا وحياصة وسيفا، وكان على يد الأمير سيف الدين أرغون عدّة كتب من السلطان إلى الأمراء بالقبض على الأمير سيف الدين كراى. فلما وصل وجد الأمير سيف الدين كجكن [١] بظاهر دمشق وصحبته رسل التتار يتوجه بهم إلى الأبواب السلطانية، فاجتمع به وأوصله كتاب السلطان إليه، والكتب لبقية الأمراء، وردّه إلى دمشق، ففرق كجكن الكتب السلطانية على أربابها من أعيان الأمراء الأمير سيف الدين بهادر آص وغيره فى ليلة الخميس، وقرّر معهم الحال، وركب الأمير سيف الدين كراى فى يوم الخميس بالتشريف السلطانى، وقبّل عتبة باب السر [٢] على العادة، ورجع من الموكب، ومد السماط، وكان قد احتفل به بسبب التشريف، وحضور رسل التتار، فلما رفع السماط رسم للرسل بالانصراف فانصرفوا، ونهض الأمير سيف الدين أرغون والأمراء، وأحدقوا بنائب السلطنة


[١] فى ك «كجكين» والمثبت من ص. وهو سيف الدين كجكن بن عبد الله المنصورى، توفى سنة ٧٣٩ هـ (النجوم الزاهرة ٨: ٦٥ هامش) .
[٢] باب السر: هو أحد أبواب قلعة دمشق، وانظر الدارس فى تاريخ المدارس ٢: ٥٤.