برص تكتمه» ؟ قال: والذى بعثك بالحق، ما علمه أحد قبلك. قال:«فهو ذاك، وأما النار فإنها فتنة تكون بعدى» . قال: وما الفتنة يا رسول الله؟ قال:
يقتل الناس إمامهم، يشتجرون اشتجار أطباق الرأس «١» - وخالف بين أصابعه- دم المؤمن عند المؤمن أحلى من الماء، يحسب المسىء أنه محسن، إن متّ أدركت ابنك، وإن مات ابنك أدركتك» . قال: فادع الله لى ألّا تدركنى. فدعا له.
قال: وكان قدوم زرارة بن عمرو هذا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فى النّصف من شهر رجب سنة تسع.
وقال الطبرى: قدم على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وفد النّخع وهم مائتا رجل، وفيهم زرارة بن قيس بن الحارث بن عدىّ بن الحارث بن عوف بن جشم ابن كعب بن قيس بن منقذ بن مالك بن النّخع فأسلموا.
[ذكر وفد بجيلة]
قال ابن سعد: قدم جرير بن عبد الله البجلىّ «٢» سنة عشر المدينة، ومعه من قومه مائة وخمسون رجلا، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:«يطلع عليكم من هذا الفجّ من خير ذى يمن على وجهه مسحة «٣» ملك» فطلع جرير على راحلته ومعه قومه فأسلموا وبايعوا. قال جرير: فبسط رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يده فبايعنى، وقال:«على أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأنى رسول الله، ثم [تقيم «٤» ] الصلاة، وتؤتى الزكاة، وتصوم شهر رمضان، وتنصح للمسلم، وتطيع الوالى وإن كان عبدا حبشيا» فقال: نعم، فبايعه.