منهم فى البحر ومنع أولادهم منه، وكوتب فى ذلك وحذر من العود إليه، فلم تغن المكاتبات شيئا. فرسم الأمير علاء الدين الخزندار متولى الأعمان القوصية والأعمال الإخميمية، فقصده، فورد كتابه أنه وصل إلى ثغر عيذاب وسير عسكرا إلى سواكن فهرب صاحبها، ثم توجه علاء الدين المذكور إليها من عيذاب فى عشرة أيام، وكان معه من المراكب الكبار والصغار نيف وأربعون مركبا، ووصل إليه من القصير كلالين «١» موسّقة بالمقاتلة، ودخل سواكن وأقام بها ومهدها وقرر أحوالها، ثم رجع إلى مدينة قوص. ولما فارق سواكن عاد صاحبها إليها فقاتله من بها أشد قتال، وعاد منها.
ذكر فتوح خيبر «٢»
كان فتحها فى سنة اثنتين وستين وستمائة، وذلك أن أصحابها عبيد على بن أبى طالب، رضى الله عنه، وصلت كتبهم إلى السلطان يبذلون الطاعة والخدمة، فسير نجابين تستصح «٣» الأخبار، وندب الأمير أمين الدين موسى بن التركمانى، وجهز الرماة والمقاتلة، وأنفق فيهم الأموال وجهز الخلع للمقدمين والمشايخ وكتب إلى نائب الكرك بتجهيز أمراء العربان وجماعة من البحرية صحبته، وجهز الغلال والذخائر لهذه القلعة، فتوجه الأمير أمين الدولة وافتتحها.