للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[الجزء السادس عشر]

[تتمة الفن الخامس في التاريخ]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا دائما

القسم الخامس من الفن الخامس فى أخبار الملّة الإسلاميّة

لمّا انتهى الغرض فى التاريخ إلى الغاية التى ذكرتها، والقصص فى الأخبار التى أوردتها، والدول والوقائع التى انتخبتها، مما طالعته وجررتها؛ عمدت إلى ذكر الملّة الإسلامية التى فضّلها الله تعالى على سائر الملل، ورفع أهلها بالعمل الصالح ووفّقهم لصالح العمل، ووعدهم برحمته؛ فهم من وعده فى أمن، وحذّرهم عقابه؛ فهم من وعيده على وجل، وبعث فيهم رسولا من أنفسهم وأنفسهم فبلّغ الرسالة، وأدّى الأمانة، ونصح الأمّة وعدل، وجعله شافعا لذنوبهم فى يوم أحجم فيه من سواه عن الشفاعة وبنفسه اشتغل، وجعلهم به خير أمّة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويؤمنون بالله؛ إذ حجد غيرهم ونكل؛ فهم الشهداء على الناس لأبيائهم، وناهيك بها رتبة تقدّم بها أواخر القوم على الأول. وقلت: بالله التوفيق، ومنه الإعانة وعليه المكل.