وعطف أبو الأغرّ على موسى فأسره، وأخذوه حتّى وصلوا به إلى ابن جيغويه وإلى ابن طولون فاعتقلاه، ورفع إلى مصر. وكان وصوله إليها فى سنة ستّ وستّين «١» ..
[ذكر عصيان العباس بن أحمد بن طولون على أبيه وما كان من أمره]
وفى سنة خمس وستّين ومائتين عصى العباس بن أحمد على أبيه، وسبب ذلك أنّ أباه لمّا استخلفه بمصر، كما ذكرناه، وخرج إلى الشّام، حسّن للعبّاس جماعة كانوا عنده أخذ الأموال والإنسراح «٢» إلى برقة، ففعل ذلك، وحمل معه أحمد بن محمد الواسطى كاتب أبيه، وأيمن الأسود مقيّدين.
فلمّا رجع أحمد إلى مصر وجده قد أخذ ألفى ألف دينار، واستلف من التّجار ثلاثمائة ألف دينار، وأمر صاحب الخراج أن يضمنها لهم، ففعل.
فراسل أحمد ابنه واستعطفه، فلم يرجع، فخاف من معه وأشاروا عليه بقصد إفريقية، فسار إليها، وكاتب وجوه البربر، فأتاه بعضهم وامتنع بعضهم. وكتب إلى إبراهيم بن الأغلب «٣» يقول: إن أمير المؤمنين قلّدنى