وأقاموا بأيديهم أموالهم، ثم انصرف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم راجعا إلى المدينة؛ فلما كان ببعض الطريق قال من آخر الليل:«من رجل يحفظ علينا الفجر لعلنا ننام» ؟ وجاء فى الحديث:«من رجل يكلأ لنا الليل» ؟. فقال بلال:
أنا يا رسول الله. فنزل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ونزل الناس فناموا، وقام بلال يصلى، فصلى ما شاء الله أن يصلى، ثم استند إلى بعيره واستقبل الفجر يرمقه فغلبته عينه فنام، فلم يوقظهم إلا مسّ الشمس، وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أول أصحابه استيقاظا، فقال:«ماذا صنعت بنا يا بلال» ؟ فقال: يا رسول الله أخذ بنفسى الذى أخذ بنفسك. قال:«صدقت» . ثم اقتاد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم [بعيره «١» ] غير كثير ثم أناخ، فتوضأ وتوضأ الناس، ثم أمر بلالا فأقام الصلاة «٢» ، فصلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالناس، فلما سلّم أقبل على الناس فقال: «إذا نسيتم الصلاة فصلوها إذا ذكرتموها، فإن الله عز وجل يقول:(وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي)
«٣» » .
وفى الحديث: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين استيقظ واستيقظ أصحابه أمرهم أن يركبوا حتى يخرجوا من ذلك الوادى، وقال:«إن هذا واد به شيطان» فركبوا حتى خرجوا من ذلك الوادى، ثم أمرهم أن ينزلوا وأن يتوضئوا ... الحديث بنحو ما تقدم.
ذكر سريّة عمر بن الخطاب رضى الله عنه إلى تربة «٤»
بعثه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فى شعبان سنة سبع من مهاجره فى ثلاثين رجلا إلى عجز هوازن بتربة- وهى ناحية العبلاء، على أربع ليال من مكة، طريق صنعاء ونجران- وهى ناحية العبلاء على أربع ليال من مكة، طريق صنعاء ونجران- فأتى الخبر هوازن فهربوا، وجاء عمر محالّهم «٥» فلم يلق بها أحدا.