للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدمشقى [١] ، وكانت وفاته فى يوم الجمعه السابع من ذى الحجة حاجا ملبيا محرما بظاهر مكة، ودفن ضحى يوم السبت يوم التروية بمقبرة الحجون على باب مكة- شرفها الله تعالى- وكان قد مرض ببدر، واستمر مريضا سبعة أيام، ومات وله خمس وثلاثون سنة وكان رحمه الله تعالى كثير المكارم والإنفاق والبر والعطاء أنفق أموالا كثيرة وبذل [٢] جملة عظيمة فى المكارم، وكنت إذا قدمت دمشق استحى من كثرة تفضّله وخدمته، وأتجنب النزول عنده فيحضر إلىّ ويحلف علىّ وينقلنى إلى داره، ولا يزال يعاملنى بأنواع البر والإكرام والأدب والخدمة حتى انفصل عن دمشق فإذا فارقتها وتوجهت ركب معى وودعنى إلى ظاهر البلد حتى يبعد وارده وهو يأبى ذلك حتى أحلف عليه فيرجع وختم الله له بخير كثير بوفاته فى هذا المكان الشريف على هذه الحال- رحمه الله تعالى-.

وتوفى الشيخ الفاضل (الأديب الكاتب) [٣] شرف الدين محمد أحمد بن يعقوب بن إبراهيم الطيبى الأسدى [٤] أحد كتاب الدرج بطرابلس فى السادس والعشرين من شهر رمضان وكان رجلا فاضلا أديبا شاعرا، وكان فى لسانه عجمة، وفى قلمه فصاحة رحمه الله تعالى.

[واستهلت سنة ثمان عشرة وسبعمائة بيوم الأحد الموافق لتاسع برمهات]

فى هذه السنة فى أوائل صفر توجه القاضى كريم الدين [٥] ناظر الخواص الشريفة السلطانية ووكيلها إلى الشام، فكان وصوله إلى دمشق فى يوم الإثنين سابع الشهر وتلقاه نائب السلطنة وأنزله عنده بدار السعادة، وأحضر من جهته إلى نائب السلطنة هدية جليلة المقدار تساوى جملة عظيمة وأحضر معه كتابا ببرود ليوقفها [٦] على مصالح الجامع الذى عمره نائب السلطنة بالشام الأمير


[١] وانظر البداية والنهاية ١٤: ٨٦، والعقد الثمين ١: ٣٩٨، وإتحاف الورى ٣: ١٥٩.
[٢] فى ك «ويزكى» والمثبت من ص، ف.
[٣] ما بين القوسين إضافة من ص، وف.
[٤] أنظر ترجمته فى الدرر الكامنة ١: ٣٣٦، والنجوم الزاهرة ٩: ٢٤٠.
[٥] أنظر ترجمته فى البداية والنهاية ١٤: ١١٦، وشذرات الذهب ٦: ٦٣.
[٦] كذا بالأصول، ولعله يقصد جمع بردة وهى كساء من الصوف.