قعره، يشرب منه أهل القلعة ودوابهم، ولا يظهر فيه نقص وفتح «درة «١» » وهى بين جبلين والسبيل إليها متعذر، فوصلها في جمادى الأولى، وأقام بها ثلاثة أشهر، وافتتحها وعاد إلى غزنة.
[ذكر وفاة ابراهيم وشىء من سيرته]
كانت وفاته في سنة إحدى وثمانين أربعمائة، وكانت مدة ملكه تزيد على ثلاثين سنة، وكان عادلا كريما مجاهدا، وكان ذا رأى سديد، فمن رأيه أن السلطان ملكشاه السلجقى قصد غزنة بعساكره وجنوده، فلما علم إبراهيم عجزه عنه كتب إلى جماعة من أمرائه يشكرهم، ويعدهم الجميل على تحسينهم لصاحبهم، قصد بلاده ليتم له ما اتفقوا عليه من قبضه، وأمر القاصد أن يتعرض إلى ملكشاه، فتعرض له، فأنكره ملكشاه، وقبض عليه وقرره بالضرب، فأعطاه الكتب بعد امتناع، فعاد من طريقه، وكتم ذلك عن أمرائه خوفا من الخلاف عليه. وكان يكتب بخطّه في كل سنة مصحفا، ويبعثه إلى مكة مع الصدقات والصّلات، ولما مات ملك بعده ابنه.