للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

به التقى الناس أباض (واد من أودية اليمامة) ؛ ثم تحوّل إلى واد من أوديتها يقال له: الوبر، فكان منزله بها [١] .

[ذكر خبر ثابت بن قيس بن شماس فى مقتله]

وتنفيذ وصيته للرؤيا التى رئيت بعد مقتله قد أشرنا عند ذكر مقتله أن له خبرا عجيبا نذكره، ورأينا إيراده هاهنا توفية للشرط.

حكى الحافظ أبو عمر بن عبد البر رحمه الله، قال: لما [٢] انكشف المسلمون يوم اليمامة. قال ثابت بن قيس وسالم مولى أبى حذيفة:

ما هكذا كنّا نقاتل مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ثم حفر كلّ واحد منهما له حفرة، وثبتا وقاتلا حتى قتلا. وكان على ثابت يومئذ درع له نفيسة، فمرّ به رجل من المسلمين فأخذها، فبينا رجل من المسلمين نائم إذ أتاه ثابت فى منامه، فقال له: إنّى أوصيك بوصية، فإيّاك أن تقول هذا حلم فتضيّعه؛ إنى لمّا قتلت أمس مرّ بى رجل من المسلمين، فأخذ درعى، ومنزله فى أقصى النّاس، وعند خبائه فرس يستنّ فى طوله [٣] ، وقد كفأ على الدّرع برمة، وفوق البرمة رحل، فأت خالدا فمره أن يبعث إلى درعى فيأخذها، وإذا قدمت المدينة على خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم- يعنى أبا بكر- فقل له: إنّ علىّ من الدّين كذا وكذا، وفلان من رقيقى عتيق.

فأتى الرجل خالدا فأخبره. فبعث إلى الدرع فأتى بها.


[١] تاريخ الطبرى ٣: ٣٠٠. ٣٠١.
[٢] الاستيعاب لابن عبد البر ٢٠٠ وما بعدها.
[٣] يستن: يقمص. والطول: الحبل.