للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر الحرب بين السلطانين بروكياروق ومحمد ثانيا، وقتل مؤيد الملك «١»

وفي سنة أربع وتسعين وأربعمائة في ثالث جمادى الآخرة كان المصاف الثانى بينهما، وكان مع كل واحد منهما خمسة عشر ألف فارس، فاستأمن كثير من أصحاب محمد إلى بركياروق، ودام القتال بين الفريقين إلى آخر النهار، فانهزم السلطان محمد، ومن معه، وأسر وزيره مؤيد الملك، فأمر السلطان بقتله، وأخذ ما كان له من الأموال والجواهر لبغداد، والله أعلم بالصواب.

[ذكر حال محمد بعد الهزيمة واجتماعه بأخيه سنجر]

ولما انهزم السلطان محمد سار طالبا خراسان إلى أخيه سنجر، فأقام بجرجان، وأرسل إلى أخيه يطلب منه مالا وكسوة وغير ذلك، فسير إليه ما طلب، وترددت الرسائل بينهما، وتحالفا، واتفقا، ولم يكن قد بقى مع السلطان محمد غير أميرين في نحو ثلاثمائة فارس، فلما استقرت بينهما القواعد سار سنجر في عساكره إلى أخيه، فاجتمعا بجرجان، وسارا منها إلى دامغان، وسارا إلى الرى، وانضم إليهما النظامية، فكثر جمعهم، وعظمت شوكتهم، والله أعلم.