للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأهل السّواد واستفحل «١» أمره فى شوال، فسيّر إليه جيش من بعداد، فقاتلوه وظفروا به وانهزم وقتل كثير ممّن معه.

ودخلت سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة:

[ذكر عزل الخاقانى عن الوزارة ووزارة أبى العباس الخصيبى]

فى هذه السنة فى شهر رمضان، عزل أبو القاسم الخاقانى عن الوزارة.

وكان سبب ذلك أنّ أبا العباس الخصيبى علم مكان أمرأة المحسن بن الفرات فسأل أن يتولى النّظر فى أمرها فأذن له المقتدر فى ذلك، فاستخلص منها سبعمائة ألف دينار إلى المقتدر، وصار له معه حديث. فخافه الخاقانى فوضع من وقع عليه وسعى به فلم يصغ المقتدر إلى ذلك، فلما علم الخصيبى بالحال كتب إلى المقتدر يذكر معائب الخاقانى وابنه عبد الوهاب وعجزهما وضياع الأموال وطمع العمال. ثم مرض الخاقانى مرضا شديدا وطال به، فوقفت الأحوال وطلب الجند أرزاقهم وشغبوا فأرسل المقتدر إليه فى ذلك فلم يقدر على شىء فعزله، واستوزر أبا العباس وخلع عليه. وكان يكتب لأم المقتدر قبل ذلك، ولما ولى أقر علىّ بن عيسى على الإشراف على أعمال مصر والشام فكان يتردد من مكة إليهما فى الأوقات.

وفيها كتب ملك الرّوم إلى أهل الثغور يأمرهم بحمل الخراج إليه فإن فعلوا وإلا قصدهم فقتل الرجال وسبى الذرية، وقال:

إننى صحّ عندى ضعف ولاتكم! فلم يفعلوا ذلك، فسار إليهم