يحضر منجوتكين عشرة آلاف دينار ومائتى ثوب، فأسره على بن الجرّاح وحمله إلى سليمان، فسيّره إلى مصر. فاصطنع الحسن بن عمّار منجوتكين، وسار سليمان ونزل طبريّة.
فلما بلغ أهل دمشق ما اتفق لمنجوتكين نهبوا داره. وبعث سليمان أخاه إلى دمشق فى خمسة آلاف فارس، فلمّا وصلها أغلقوا دونه الأبواب، فكتب إلى أخيه بذلك، فسار إلى دمشق وتلطّف بأهلها، وطيّب قلوبهم، ففتحوا له الأبواب. ودخل البلد واستقر أمره، وثبت قدمه، واستتبّ له الأمر، فنظر فى أمر السّاحل واستبدل بولاية الجابرين، وعزل [الأمير]«١» جيش بن الصّمصامة من طرابلس الشام واستعمل عليها أخاه، فحضر جيش إلى مصر ولم يجتمع به.
[ذكر الفتنة بين المشارقة والمغاربة وهرب ابن عمار وما كان من أمره]
كان سبب ذلك أنّ سليمان بن جعفر لما عزل جيش بن الصّمصامة عن طرابلس حضر [جيش]«٢» إلى مصر واجتمع بشكر الخادم وبرجوان سرّا وعرّفهما بغض أهل الشّام فى المغاربة؛ وكان جيش أيضا من كتامة وبينه وبين سليمان عداوة متمكنة، فحسّن لهما الفتك بالحسن بن عمّار، فوقع هذا الكلام من برجوان بالموقع العظيم مع ما تقدّم بينهما من الوحشة. وعلم برجوان أن القاهرة ومصر قد خلتا من المغاربة ولم يبق فيهما إلّا العدد القليل،