للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر ما قيل في الغدر والخيانة]

قال الله عزّوجلّ: (وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ)

وقال تعالى: (وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) .

وروى عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم أنه قال: «من أمّن رجلا ثم قتله وجبت له النار وإن كان المقتول كافرا» وعنه صلّى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا جمع الله الأوّلين والآخرين رفع لكل غادر لواء وقيل: هذه غدرة فلان» .

وقالوا: من نقض عهده، ومنع رفده، فلا خير عنده.

وقالوا: الغالب بالغدر مغلول، والناكث للعهد ممقوت مخذول.

وقالوا: من علامات النفاق، نقض العهد والميثاق.

وقالوا: لا عذر في الغدر. والعذر يصلح في كل المواطن، ولا عذر لغادر ولا خائن.

وفي بعض الكتب المنزّلة: إن مما تعجّل عقوبته من الذنوب ولا يؤخر: الإحسان يكفر، والذّمة تحفر. قال شاعر

أخلق بمن رضى الخيانة شيمة ... أن لا يرى إلا صريع حوادث

ما زالت الأرزاء تلحق بؤسها ... أبدا بغادر ذمّة أو ناكث

وقالوا: الغدر ضامن العثرة، قاطع ليد النّصرة.

ويقال: من تعدّى على جاره، دلّ على لؤم نجاره.