وممّا نقل من كلامه، قدسّ الله روحه، وقد سمع المؤذّن يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، فقال الشيخ شهدنا بما شاهدنا. ومن كلامه:
لا يستطيع العارف أن يوصّل إلى من لا يعرف حقيقة ما عرف، كما لا يستطيع البصير أن يوصل إلى الأكمه «١» حقيقة الألوان. وعرض هذا الكلام على الشّيخ عزّ الدّين عبد العزيز «٢» بن عبد السّلام، رحمه الله ونفع به، فقال هذا كلام من غرق فى الحقيقة.
[[١٤٢] ذكر استيلاء الفرنج على بيروت]
وفى يوم الجمعة عاشر ذى الحجّة سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة ملك الفرنج مدينة بيروت من المسلمين وسبب ذلك أنّ فرنج السّاحل راسلوا ملك الألمان «٣» فى سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة، وكان قد ملك جزيرة صقلية، وعرّفوه أنّ المسلمين قد اشتغلوا بحرب بعضهم بعضا؛ فأقبل فى مراكبه «٤» إلى عكّا. وصادف ذلك سقوط الكندهرى «٥» ملك عكا من