الفساد وفشا فى النّاس؛ واجتمع الرّجال والنّساء فى شهر رمضان من غير استتار، سيّما فى الخليج وساحل مصر؛ ورتّب ضمان الخمر فى النّفقة على طعام السّلطان؛ وهذه من البلايا التى لم يسمع بمثلها، فإنّ عادة الملوك والأكابر [أن]«١» يجتهدوا أن يكون مأكلهم من أجلّ الجهات كالجوالى «٢» وما يناسبها. وبسبب إطلاق الخمور كثر القتل بالقاهرة والجراحات، وخطف العمائم والأمتعة والمآكل من الأسواق.
قال المؤرخ: وغلت الأسعار فى هذه السّنة بالدّيار المصريّة، واشتدّ الأمر على النّاس، وكثر الوباء، وبلغ القمح كلّ أردبّ بدينارين، وأظن الدّينار ثلاثة عشر درهما وثلث درهم، وهذا كان نهاية الغلاء فى ذلك العصر.
ولقد وصف «٣» الفاضل من عظم ما حلّ بالنّاس غلوّ السّعر أمرا عظيما فكيف لو أدرك الفاضل الديار المصريّة فى سنة خمس وتسعين وستّمائة وقد أبيع القمح سعر الأردب ثلاثة عشر دينارا ونصف دينار وأبيع الفرّوج بخمسين درهما، ورطل البطّيخ الأخضر بأربعة دراهم، والسّفرجلة بثلاثين درهما «٤» .
قال المؤرخ: وفى سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة كانت وفاة الشيخ السّيد الشريف عبد الرّحيم «٥» ، قدّس الله روحه ونوّر ضريحه، بقنا من أعمال قوص ودفن بجبّانتها، وضريحه معروف هناك من أعظم مزارات