للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأفرجوا له فجاوزهم «١» ورجع إلى أصحابه، ثم حمل الثانية فلما أراد الرجوع أحاطوا به وأخذوه أسيرا. وقيل إنّ خروجه كان فى سنة ست وعشرين بنواحى الرملة، وصار فى خمسين ألفا، فوجّه المعتصم إليه رجاء الحضارى فقاتله وأخذ ابن بيهس أسيرا، وقتل من أصحاب المبرقع نحوا من عشرين ألفا، وأسر المبرقع فيمن أسر، وحمل إلى سامرا والله تعالى أعلم

[ذكر وفاة أبى إسحاق المعتصم وشىء من أخباره]

كانت وفاته فى يوم الخميس لاثنتى عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الأول سنة سبع وعشرين ومائتين، وكان بدء علّته أنّه احتجم فى أول يوم من المحرم فاعتل ومات، وكان أبيض أصهب اللحية طويلها، مربوعا مشرب اللون بحمرة حسن العينين وكان شديد القوة، قيل إنه كان يرفع بيده ألف رطل ويمشى بها خطوات، وكان من أشجع الناس، وقيل إنه كان أميّا لا يكتب، ومن العجب أن الرشيد أخرجه من الخلافة وعهد إلى الأمين والمأمون والمؤتمن، فساق الله الخلافة إليه، وجعل الخلافة فى ولده ولم يكن من نسل أولئك خليفة، والمعتصم هو المثمن من اثنى عشر وجها: هو الثامن من ولد العباس، الثامن من الخلفاء منهم، وولى سنة ثمانى عشرة ومائتين، وكانت خلافته ثمانى سنين، وثمانية أشهر، ومات وهو ابن ثمان وأربعين سنة، وولد فى شعبان وهو الشهر الثامن من الشهور، وخلف ثمانية ذكور:

منهم هارون الواثق وجعفر المتوكل ومحمد المستعين، وثمانى بنات، وغزا ثمانى غزوات، وخلف ثمانية آلاف ألف دينار ومثلها من الدراهم.

قال بعض المؤرخين: كان له من المماليك سبعون ألفا سوى الأحرار.

وكان نقش خاتمه: الله ثقة أبى إسحاق بن الرشيد وبه يؤمن؛ وزراؤه.