للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الآخر: «إنّ من أشراط الساعة أن تقاتلوا قوما عراض الوجوه كأنّ وجوههم المجانّ المطرقة. وإنّ من أشراط الساعة أن تقاتلوا قوما ينتعلون الشّعر» . وعنه صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما صغار الأعين عراض الوجوه كأنّ أعينهم حدق الجراد كأنّ وجوههم المجانّ المطرقة ينتعلون الشّعر ويتّخذون الدّرق يربطون خيولهم بالنخل «١» » . خرّج هذه الأحاديث ابن ماجه «٢» .

ذكر خبر المتغلّبين على البلاد وذلك مما يظهر من الفتن قبل نزول عيسى عليه السلام

قال أبو الحسن الكسائىّ عن كعب الأحبار: ولابدّ أن يحدث بين يدى نزول عيسى علامات وحروب وفتن، فأوّل من يخرج ويغلب على البلاد رجل اسمه الأصهب من بلاد الجزيرة، ويخرج الجرهمىّ من بلاد الشام، ويخرج القحطانىّ بأرض اليمن، وهو أمثل هؤلاء الثلاثة شوكة. فبينا هؤلاء الثلاثة فى مواضعهم وقد تغلّبوا على أمكنتهم بالظلم والجور إذا هم بالرجل السّفيانىّ قد خرج من غوطة دمشق، وقيل: إنه يخرج من الشام، وقيل: إنه يخرج من الوادى اليابس. وأخواله من كلب، واسمه معاوية بن عنبسة. وهو ربع من الرجال، دقيق الوجه. طويل الأنف، محدودب، جهورىّ الصوت، يكسر عينه اليمنى؛ يحسبه الذى يراه كأنه أعور وليس بأعور، يظهر فى أوّل أمره بالزهد ويبذل الأموال، ويخطّب له على منابر الشام، ويكون جريئا على سفك الدماء لمن خالفه، ويعطّل الجمعة والجماعة. وعلامة بدء أمره أنه يخرج فى كل مدينة دجّال يدعو إلى نفسه، ويظهر الفسق حتى إنهم يفجرون فى المساجد، فيخرج عليهم السّفيانىّ