للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر ملك وشمكير بن زيار وهو الثالث من ملوك الدولة الديلمية الجيلية.]

قال: ولما قتل مرداويج كان وشمكير بالرى، فحملوا تابوت مرداويج، وساروا نحو الرى، فخرج وشمكير، ومن عنده من أصحابه، وتلقوا التابوت مشاة حفاة على أربعة فراسخ، وكان يوما مشهودا. واجتمع على وشمكير عساكر أخيه. قال: وكان ركن الدولة بن بويه في جيش مرداويج رهينة عن أخيه عماد الدولة، فإنه كان قد بذل من نفسه الطاعة لمرداويج، ورهن عنده أخاه، فلما قتل مرداويج بذل للموكلين به مالا، فأطلقوه، فهرب إلى أخيه عماد الدولة بفارس. «١»

[ذكر ما فعله الأتراك بعد قتل مرداويج]

قال: ولما قتلوه تفرقوا على فرقتين، ففرقة سارت إلى عما الدولة بن بويه بفارس، وفرقة سارت نحو الجبل مع بجكم، وهى أكثرها، فجبوا الأموال، وخراج الدينور وغيرها، وصاروا إلى النهروان، فكاتبوا الخليفة الراضى بالله في المسير إلى بغداد، فأذن لهم «٢» ، فدخلوا، فظن الحجريّة أن ذلك حيلة عليهم، فطلبوا رد الأتراك إلى بلد الجبل، فأمرهم ابن مقلة بذلك، وأطلق لهم مالا، فلم يرضوا به، وغضبوا فكاتبهم ابن رائق، وهو بواسط،