[ذكر القبض على الملك الصالح نجم الدين أيوب واعتقاله بقلعة الكرك]
قال: ولما وصل كتاب الوزيرىّ إلى الملك الناصر بالكرك، ندب الأمير عماد الدين بن موسك، والظّهير بن سقر الحلبى، فى ثلاثمائة فارس إلى نابلس. فركب الملك الصالح أيوب وتلقاهم، فخدموه وقالا له: طيّب قلبك. إنما جئت إلى بيتك. فقال: لا ينظر ابن عمى إلى ما فعلت، فما زال الملوك على هذا. وقد جئت إليه، أستجير به، فقالا له: قد أجارك، ولا بأس عليك. وأقاموا أياما حول الدار.
فلما كان فى بعض الليالى، ضرب بوق النّفير، وقيل جاء الفرنج إلى الظّهر. فركب الناس وركب مماليك الملك الصالح ووصلوا إلى سبسطية.
فجاء عماد الدين والظّهير والعسكر إلى الدار التى بها الملك الصالح. ودخل الظّهير عليه، وقال له: تتوجه إلى الكرك، فإن ابن عمك له بك اجتماع.
وأخذ سيفه. وكانت جاريته حاملا، فأسقطت. وأخذوه، وأركبوه بغلة، بغير مهماز فى رجله، ولا مقرعة فى يده- وذلك فى ليلة السبت، لثمان بقين من شهر ربيع الأول- وتوجهوا به حتى وصلوا إلى الرّيّة «١» .
قال أبو المظفر: إن الملك الصالح أخبره، قال: إلى الرّيّة فى ثلاثة أيام، والله ما كلّمت أحدا منهم كلمة، ولا أكلت لهم طعاما، حتى جاء خطيب الرّيّة ومعه بردة وعليها دجاجة، فأكلت منها- قال: وأقاموا بالرّيّة