يومين، وما علمت المقصود بى ما هو؟ وإذا هم يريدون أن يأخذوا طالعا نحسا، يقتضى أن لا أخرج من الكرك. ثم أدخلونى الكرك ليلا، على الطالع الذى كان سبب سعادتى. ووكّل بى الناصر مملوكا له فظّا غليظا، يقال له زريق وكان أضرّ علىّ من كلّ ما جرى.
قال: فأقمت عندهم إلى شهر رمضان، سبعة أشهر- يعنى من سنة سبع وثلاثين. وحكى الملك الصالح له ما ناله من الضائقة والشّدة والإهانة شيئا كثيرا.
ولما توجهوا به إلى الكرك، جهز الوزيرىّ خزانته ونساءه، وخيله وأسبابه، إلى الصّلت «١» . وعاد مماليك الملك الصالح فلم يجدوه، فتفرقوا وأما عسكره الذى فارقه من منزلة القصير «٢» - فانهم توجهوا إلى دمشق.
فمنعهم الصالح من الدخول إليها، وقال: هذه بلد الملك العادل فلا تدخلوها إلا بإذنه. ثم استخدم بعد ذلك جماعة منهم، وطرد طائفة واعتقل طائفة.
وزيّنت مصر والقاهرة للقبض على الملك الصالح شهرا. وعملت والدة الملك العادل الوليمة التى ذكرناها. وأرسلت القاضى الشريف شرف الدين موسى، والعلاء بن النابلسى، إلى الملك الناصر، بقفص حديد، ليجعل فيه الملك الصالح، ويرسله معهما إلى الديار المصرية! وبذلت فيه للملك الناصر مائة ألف دينار. وكاتبه الصالح إسماعيل وصاحب حمص، فى