«٢» هذا فى حق المؤمنين به، وأما من كذّب به فكانوا يستثقلون سماعه، ويودّون انقطاعه؛ ولهذا قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:«القرآن صعب مستصعب على من كرهه، وهو الحكم» وقد تقدّم أن عتبة بن ربيعة لما سمع القرآن من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وبلغ قوله:
صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ
«٣» أمسك على فى «٤» النبىّ صلّى الله عليه وسلّم وناشده الرّحم أن يكفّ.
الوجه السادس- كونه آية باقية لا تعدم ما بقيت الدنيا،
وقد تكفل الله تعالى بحفظه فقال: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ
«٥» . وقال تعالى:
لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ
«٦» وسائر معجزات الأنبياء انقضت بانقضاء أوقاتها، فلم يبق إلا خبرها، والقرآن العزيز باق منذ أنزله الله تعالى وإلى وقتنا هذا، وما بعده إن شاء الله إلى آخر الدهر، حجته قاهرة، ومعارضته ممتنعة.
الوجه السابع- أن قارئه لا يملّ قراءته، وسامعه لا تمجّه مسامعه،
بل الإكباب على تلاوته وترديده يزيده حلاوة ومحبة، لا يزال غضّا طريا، وغيره من الكلام ولو بلغ ما عساه أن يبلغ من البلاغة والفصاحة يملّ مع الترديد، ويسأم إذا