كان تاج الملك في عسكر تركان خاتون، فانهزم إلى نواحى بروجرد فأخذ، وجىء به إلى عسكر بركياروق، وهو يحاصر أصفهان، وكان يعرف كفايته، فأراد أن يستوزره، فشرع في إصلاح أكابر المماليك النظامية، وفرق فيهم مائتى ألف، فزال ما في نفوسهم منه، فوثب عثمان الذى كان نائب نظام الملك، ووضع الغلمان الأصاغر النظامية، واستغاثوا ألا تقنعوا إلا بقتل قاتل مولاهم، ففعلوا ذلك، «١» وهجموا عليه، وقطعوه عضوا عضوا، وذلك في المحرم سنة ست وثمانين وأربعمائة، فاستوزر بركياروق عز الملك بن نظام الملك، واستولى بركياروق على الرى. وهمذان، وما بينهما، وقدم بغداد فى أواخر سنة ست وثمانين، وخطب له بها في يوم الجمعة رابع المحرم سنة سبع وثمانين وأربعمائة، وحملت إليه الخلع، فلبسها، وعلم الخليفة على عهده، ومات «٢» فجأة، وتولى ابنه المستظهر بالله الخلافة، فأرسل الخلع والعهد إلى السلطان بركياروق، فأقام ببغداد إلى شهر ربيع الأول من السنة، وسار إلى الموصل، ثم إلى نصيبين، وكان بينه، وبين عمه تتش من الحرب ما نذكره إن شاء الله تعالى.