قال محمد بن سعد بسنده إلى عبد الرحمن بن أبى سبرة الجعفىّ قال: لمّا سمعت سعد العشيرة بخروج النبى صلّى الله عليه وسلّم وثب ذباب- رجل من بنى أنس الله بن سعد العشيرة- إلى صنم يقال له فرّاص فحطمه، ثم وفد إلى النبىّ صلّى الله عليه وسلّم فأسلم، وقال:
تبعت رسول الله إذ جاء بالهدى ... وخلّفت فرّاصا بدار هوان
شددت عليه شدّة فتركته ... كأن لم يكن والدّهر ذو حدثان»
فلمّا رأيت الله أظهر دينه ... أجبت رسول الله حين دعانى
فأصبحت للإسلام ما عشت ناصرا ... وألقيت فيها كلكلى وجرانى «٢»
فمن مبلغ سعد العشيرة أنّنى ... شريت الّذى يبقى بآخر فانى
[ذكر وفد جهينة]
قال ابن سعد: لما قدم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المدينة، وفد إليه عبد العزّى بن بدر بن زيد بن معاوية الجهنىّ، ومعه أخوه لأمه أبو روعة وهو ابن عم له، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعبد العزّى:«أنت عبد الله» وقال لأبى روعة: «أنت رعت العدوّ إن شاء الله» وقال: «من أنتم» ؟ قالوا:
بنو غيّان، قال:«أنتم بنو رشدان» وكان اسم واديهم غوى فسماه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رشدا، وقال لجبلى جهينة الأشعر والأجرد: «هما من جبال الجنة