كان القصير للبطرك الكبير خاصة، وزعموا أن بأيديهم خط عمر بن الخطاب رضى الله عنه، فلما نزل السلطان فى هذه الجهات بذلوا نصف البلاد للسلطان، فكتبت لهم هدنة، وأنضاف إلى مملكة الإسلام نصف بلاد القصير.
ذكر فتوح حصن بغراس «٢» من الديوية
قال: ولما فتح الله تعالى هذه الحصون والجهات على السلطان ولم يبق بتلك الجهات سوى بغراس، خاف من بها من الديوية، فانهزموا وتركوه. فجهز السلطان الأمير شمس الدين أقسنقر [الفارقانى] أستاد الدار العالية بعسكر فتسلمه فى يوم السبت ثالث عشر شهر رمضان من السنة، ولم يجد به سوى امرأة عجوز، ووجده عامرا بالحواصل والذخائر.
وقال البلاذرى: كانت أرض بغراس لمسلمة بن عبد الملك فوقفها فى سهيل البر، ولمّا قصد المسلمون غزاة عمورية صحبة مسلمة، حمل هو والعسكر النساء معهم للجد فى القتال. فلما صاروا فى عقبة بغراس عند الطريق المستدقة التى تشرف على الوادى سقط جمل عليه امرأة، فأمر مسلمة النساء أن يمشين، فسميت تلك العقبة عقبة النساء. قال: وكان فى تلك الطريق سباع لا يسلك فيها بسببها، فشكا الناس ذلك إلى الوليد بن عبد الملك فبعث أربعة آلاف جاموسة وفحولها، فانكفأت السباع. ثم بناها بعد ذلك وحصنها أتم تحصين