منامه، فلما كان وقت السحر استدعاه مؤيد الدولة، فقبض عليه، وأرسل إلى داره، فأخذ جميع ما فيها، ومن جملته ذلك المجلس بما فيه.
[ذكر استيلاء عضد الدولة على العراق]
كان استيلاؤه على بغداد في سنة سبع وستين، وذلك أنه سار إلى العراق، وأرسل إلى عزّ الدولة ابن عمه يدعوه إلى طاعته، وأن يتوجّه من العراق إلى أى جهة أحب، فأجاب إلى ذلك، وسار عن بغداد، وكان من خبره، ومقتله ما قدمناه، ولما قدم عضد الدولة إلى بغداد نزل بباب الشمّاسية في يوم الخميس لسبع خلون من شهر ربيع الآخر من السنة، وتلقاه الخليفة الطائع لله في البحر قبل ذلك بيومين، ثم دخل إلى دار الخلافة في يوم الأحد لتسع خلون من جمادى الأولى «١» منها، وقبل الأرض بين يدى الخليفة الطائع لله، فخلع عليه، وتوّجه، وطوّقة، وسوّره، وقلّده ما وراء داره «٢» ، وعقد له لواءين: أحدهما: على المشرق، والآخر: على المغرب، وأرخى إحدى ذؤابتيه منظومة بالجوهر، وزاد في لقبه تاج الملّة:، وكان وزن السوادين، والطوق: ألفين وخمسمائة مثقال. قال أبو اسحاق الصبانى، وكان في غرة التاج وجوانبه من الجوهر، وأحجار الياقوت الأحمر ما يتجاوز إحصاؤها التثمين، أو يحدها التقويم، وطرح بين يديه