للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم ولى نيابة السلطنة بقلعة دمشق الأمير علم الدين سنجر الدميثرى [١] وتوجه إلى دمشق على خيل البريد فى عشية يوم الإثنين العشرين من ذى الحجة وخلع عليه بكرة الثلاثاء، وجلس بالقلعة على عادة النواب، والله أعلم.

[ذكر إنشاء الجامع بقلعة الجبل]

وفى صفر من هذه السنة رسم السلطان بتوسعة الجامع بقلعة الجبل، وأمر بهدم بعض مساكن الأمراء التى كانت تلى الحائط القبلى من الجامع الأول فهدمت، وهدم الفراش خاناه، والحوائج خاناه، والمطبخ والطشتخاناه وأضاف ذلك كله إلى الجامع، وحصل الشروع فى بنائه فى الشهر المذكور، وتكملت رواقاته القبلية فى شهر رجب من السنة، وصلى فيه ورخّم صدره وجلس السلطان بالجامع فى شعبان، وعرض سائر المؤذنين بالقاهرة ومصر بين يديه واستنطق كل واحد منهم وسمع صوته، واختار للجامع منهم ثمانية عشر مؤذنا وثلاثة رؤساء وجعلهم ثلاث نوب ورتّب فيه أرباب وظائف، ووقف عليه أوقافا أثابه الله تعالى.

[ذكر وثوب الأمير عز الدين حميضة بن أبى [٢] نمى بمكة شرفها الله تعالى وإخراج أخيه الأمير أسد الدين رميثة منها]

وفى صفر من هذه السنة وردت الأخبار من مكة شرفها الله تعالى أن الأمير عز الدين حميضة ابن أبى نمىّ بعد عود الحاج من مكة وثب على الأمير أسد الدين رميثة [٣] بموافقة العبيد، وأخرجه من مكة، فتوجه رميثة إلى نخلة وهى التى كان حميضة بها، واستولى حميضة على مكة شرفها الله تعالى وقيل إنه قطع الخطبة السلطانية، وخطب لملك العراقيين، وهو أبو سعيد ابن خربند ابن أرغون بن أبغا بن هولاكو، فلما اتصل ذلك بالسلطان أمر بتجريد جماعة من


[١] فى ك «الدمترى» والمثبت من ص، وف.
[٢] وانظر ترجمة الأمير عز الدين حميضة فى العقد الثمين ٤: ٢٣٢، وغاية المرام بأخبار سلطنة البلد الحرام ٢: ٥٣ برقم ١٧٩.
[٣] وانظر ترجمة الأمير أسد الدين رميثة فى العقد الثمين ٤: ٤٠٣، وغاية المرام بأخبار سلطنة البلد الحرام ٢: ٧٨ برقم ١٨٠.