بالأمان، فلما أدركه الصوم انصرف على أن يعود بعد العيد، وخلف جيشه بقيسارية وراسله أهل بغراس «١» وبذلوا له مائة ألف درهم فأقرهم وترك معارضتهم.
وفيها استولى الدمستق على مدينة حلب وعاد عنها، على ما نذكره فى أخبار ابن حمدان.
[ذكر استيلاء الروم على المصيصة وطرسوس]
كان استيلاؤهم عليهما فى سنة أربع وخمسين وثلاثمائة وذلك أن الدمستق حصر المصيصة فى سنة ثلاث وخمسين «٢» وقاتل أهلها ونقب أسوارها واشتد القتال وأحرق الروم رستاقها/ ورستاق «٣» أذنه وطرسوس لمساعدتهم أهلها، وقتل من المسلمين خمسة عشر ألف رجل.
ثم ضاقت الميرة على الروم فرحل الدمستق إلى بلاد الروم، وأرسل إلى أهل المصيصة وأذنه وطرسوس «أنى منصرف عنكم لا لعجز ولكن لضيق العلوفة وشدة الغلاء، وأنا عائد إليكم، فمن انتقل منكم فقد نجا ومن وجدته بعد عودى قتلته «٤» .