وهو الحادى عشر من ملوكهم، ملك بعد وفاة أخيه فرّخ «١» زاد في سنة إحدى وخمسين وأربعمائة فأحسن السيرة، واستعد لجهاد الهند، واستقر الصلح بينه وبين [جعرى بك]«٢» داود السلجقى صاحب خراسان على أن يكون لكل واحد منهما [ما]«٣» بيده، وترك منازعة الآخر في ملكه.
[ذكر غزو ابراهيم بلاد الهند وما فتحه منها]
وفي سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة غزا بلاد الهند، ففتح قلعة أجود، وهى على مائة وعشرين فرسخا من لهاوور، وهى حصينة تحوى عشرة آلاف مقاتل، فحصرها وداوم الزحف، فملكها في الحادى والعشرين من صفر، وفتح غيرها من الحصون في هذه السنة. فمن ذلك قلعة رومال، وموضع يقال له:«دره نوره» ، وكان به أقوام من الخراسانية جعل أجدادهم فيه فراسياب التركى، ولم يعترضهم أحد من الملوك، فدعاهم إلى الإسلام فامتنعوا عليه، وقاتلوه، فظفر بهم وأكثر فيهم القتل، وتفرق من سلم منهم في البلاد، وسبى من النساء والصبيان مائة ألف، وفي هذه القلعة حوض قطره نصف فرسخ لا يدرك