للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وأما الإبهام]

- بباء موحّدة فهو أن يقول المتكلّم كلاما مبهما يحتمل معنيين متضادّين، كقول بعضهم فى الحسن بن سهل لما تزوّج المأمون ببنته بوران:

بارك الله للحسن ... ولبوران فى الختن

يا إمام الهدى ظفر ... ت ولكن ببنت من

فلم يعرف مراده «ببنت من» هل أراد به الرفعة أو الضعة؟

ومنه قول بشّار فى خياط أعور اسمه عمرو:

خاط عمرو لى قباء ... ليت عينيه سواء

فأبهم المعنى فى الدعاء له بالدعاء عليه.

وأما حصر الجزئىّ وإلحاقه بالكلىّ

- فهو كقول السّلامىّ:

إليك طوى عرض البسيطة جاعل ... قصارى المطايا أن يلوح لها القصر

فكنت وعزمى فى الظلام وصارمى ... ثلاثة أشباه «١» كما اجتمع النّسر

وبشّرت آمالى بملك هو الورى ... ودار هى الدنيا، ويوم هو الدهر.

فأما حصر أقسام الجزئىّ فإن العالم عبارة عن أجسام وظروف زمان وظروف مكان، وقد حصر ذلك؛ وأما جعله الجزئىّ كلّيّا فإن الممدوح جزء من الورى، والدار جزء من الدنيا، واليوم جزء من الدهر.