للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ممن كان وافقهم، فلم يفلت منهم إلا من لم يعرف، ومن جملة من اتهم: مقدّمهم الأمير محمد بن علاء الدولة صاحب مدينة يزد، فهرب، وسار يومه وليلته، فلما كان في اليوم الثانى وجد في العسكر، وقد ضل عن الطريق، فقتل، ونهب خيامه، وممن قتل ولد كيقباد مستحفظ، تكريت، وقتل منهم جاولى سقاوه «١» فى هذه ثلاثمائة رجل.

[ذكر وفاة السلطان بركياروق ووصيته لولده ملكشاه بالملك]

كانت وفاته في ثانى عشر شهر ربيع الآخر سنة ثمان وتسعين وأربعمائة بأصفهان بمرض السل، والبواسير، وسار منها في محفّة يطلب بغداد، فلما وصل إلى [بروجرد «٢» ] ضعف عن الحركة، فأقام بها أربعين يوما، فاشتد مرضه، فلما أيس من نفسه خلع على ولده ملكشاه، وعمره أربع سنين وثمانية أشهر، وجعل الأمير إياز أتابكة، وخلع على الأمراء، واستحلفهم له، وأمرهم بالطاعة لهما، فحلفوا على الوفاء، وأمرهم بالسير إلى بغداد، فساروا، فلما كانوا على اثنى عشر فرسخا من بروجرد. وصل إليهم خبر وفاته. وحمل إلى أصفهان ودفن بها، وكان له من العمر خمسة وعشرون سنة، ومدّة ملكه اثنتا عشرة سنة، وأربعة أشهر. وقاسى من الحرب والاختلاف ما قدمناه.

وكان حليما كريما صبورا عاقلا كثير المداراة حسن العفو لا يبالغ في العقوبة، عفوه أكثر من عقوبته.