وفى شعبان سنة تسع وخمسين وثلاثمائة ثار تبر الإخشيدى «١» بناحية أسفل الأرض، ودعا للخليفة المطيع لله، وكتب اسمه على البنود، فراسله جوهر، فلم يقبل؛ وكان معه أبو القاسم العلوى الأقطينى. فأنفذ القائد جوهر العساكر لقتاله برّا وبحرا، وكان قد كبس صهرجت «٢» ونهبها، فأمر القائد بنهب دوره بمصر. وقبض على صهره فأغار تبر، ونهب ضياعا. فوافته العساكر بصهرجت، فانهزم إلى تنّيس، وركب البحر الملح يريد الشام، ثم إلى الروم، فأنفذ القائد جوهر أسطولا خلفه. فلما بلغ صور «٣» دخل بها الحمّام، فقبض عليه وجماعة من أتباعه وغلمانه، وذلك فى شهر رمضان منها، وحمل إلى مصر، فقدمها لأربع عشرة ليلة خلت من شوال، فأدخل على فيل وبين يديه رجل وخلفه رجل، وغلامه عجيب على جمل خلفه، ومعه قرد، وخلفه غلامه سرور على جمل، وجماعه على جمل منكّسى الرؤوس، ثم اعتقلوا واستصفى القائد أمواله وودائعه، وطولب بالأموال، فلما اشتد عليه الطلب جرح نفسه فمات بعد أيام فسلخ جلده وحشى تبنا وصلب جلده، وضرب شلوه «٤» .