صلح أمرك عدنا إليك، فأذن لهما. فسارا إلى مرداويج، واقتدى بهما جماعة من قواد ما كان، وتبعوهما، فلما صاروا إليه قبلهم أحسن قبول، وخلع على ابنى بويه، وأكرمهما، وقلد كلّ قائد من قواد «ما كان» الواصلين إليه ناحية من نواحى الجبل، فقلد على بن بويه الكرج «١» .
[ذكر أخبار عماد الدولة أبى الحسن على بن بويه وابتداء الدولة البويهية]
كان عماد الدولة قد خرج مع أبيه في جيش الناصر للحق، ثم تنقلت به أمور في خدمة الملوك، ودخل إلى خراسان كرّتين، وصار من أصحاب ما كان، ثم فارقه إلى مرداويج بن زيار، ومعه أخواه، فولاه مرداويج الكرج، وقلد جماعة القواد المستأمنة الأعمال، وكتب لهم العهود، وساروا إلى الرى، وبها وشمكير بن زيار أخو مرداويج، ومعه الحسين «٢» بن محمد الملقب بالعميد، وهو والد أبى الفضل الذى وزر لركن الدولة بن بويه، فلما وصل عماد الدولة إلى الرىّ عرض بغلة للبيع، فبلغت ألفى وثمانمائة درهم فعرضت على العميد، فاستجادها، وقصد أن يبتاعها، فحلف عماد الدولة أنه لا يأخذ لها ثمنا، وتابع بعد «٣» ذلك مواصلة العميد وبره، فبلغ عنده مبلغا عظيما، وتمكن منه.