للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر الغزوات والفتوحات فى أيام معاوية بعد أن استقل بالأمر]

فى سنة اثنتين وأربعين كان غزو الروم، فهزموا، وقتل جماعة كبيرة من بطارقتهم.

وفيها كان غزو اللان [١] .

وفى سنة ثلاث وأربعين غزا بسر بن أرطاة الرّوم حتّى بلغ القسطنطينية، وشتّى بأرضهم، حكاه الواقدى، وأنكره غيره وقال:

لم يشتّ بسر بأرض الروم قطّ، وكان بسر إذ ذاك يلى البصرة من قبل معاوية على ما نذكره فى حوادث السنين.

وفيها استعمل عبد الله بن عامر عبد الرحمن بن سمرة على سجستان، فأتاها، فكان يغزو البلد وقد كفر أهله فيفتحه، حتى بلغ كابل، فحصرها أشهرا، ونصب عليها مجانيق فثلمت سورها ثلمة عظيمة، فبات عليها عبّاد بن الحصين الحبطى ليلة- وكان على الشرطة- فما زال يطاعن المشركين حتّى أصبح، فلم يقدروا على سدها وخرجوا من الغد يقاتلون فهزمهم المسلمون، ودخلوا البلد عنوة [٢] .

وساروا إلى زراون، فهرب أهلها، فغلب عليها، ثم سار إلى خشّك، فصالحه أهلها. ثم أتى الرّخّج، فقاتلوه، فظفر بهم وفتحها، ثم صار إلى زابلستان- وهى غزنة وأعمالها- وكانوا قد نكثوا ففتحها. وعاد إلى كابل، وقد نكث أهلها ففتحها.


[١] اللان: بلاد واسعة فى طرف أرميلية.
[٢] زاد ابن الأثير فى الكامل ج ٣ ص ٢١٧- حيث نقل المؤلف- قوله:
«ثم صاروا إلى بست ففتحها عنوة» .