إليه أنه أخذ من غزنة أموالا عظيمة المقدار، وغير ذلك، فلما عاد إلى بلخ قبض عليه، وأخذ ماله وقتله، وكان له من الجواهر والأموال شىء كثير، ووجد له من العين ألف ألف دينار، ولما قتله استوزر بعده شهاب الإسلام عبد الرازق بن أخى نظام الملك، ويعرف هذا الوزير بابن الفقيه، فلم يبلغ منزلة أبى جعفر في علو الهمة، ونفاذ الكلمة، ثم ندم السلطان سنجر على قتل أبى جعفر، رحمه الله تعالى.
[ذكر الحرب بين السلطان سنجر وبين ابن أخيه محمود بن محمد]
كانت الحرب بينهما في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة وخمسمائة، وسبب ذلك أنه لما بلغ السلطان سنجرشاه وفاة أخيه السلطان محمد، وجلوس ابنه السلطان محمود، وهو زوج ابنة السلطان سنجر، حزن لوفاة أخيه حزنا عظيما، وجزع، وتألم ألما شديدا، وجلس للعزاء على الرماد، وأغلق البلد سبعة أيام، وتقدم إلى الخطباء يذكر أخيه السلطان محمد على المنابر بمحاسن أعماله، من قتال الباطنية، وإطلاق المكوس، وغير ذلك، وكان يلقب بناصر الدين، فتلقب بعد وفاة أخيه بمعز الدين، وهو لقب أخيه ملكشاه، وعزم على قصد بلد الجبال والعراق، وما هو بيد محمود بن أخيه، وندم عند ذلك على قتل وزيره أبى جعفر؛ لأنه كان يبلغ به من الأغراض ما لا يبلغه بكثرة العساكر، لميل الناس إليه ومحله عندهم. قال: ثم أرسل السلطان إلى عمه سنجر شرف الدين أنوشروان بن خالد، وفخر الدين طغايرك، ومعهما الهدايا والتحف، وبذل له النزول عن مازندران،