قلعة البيرة وعين تاب والروندان. وجعل فيها ما يحتاج إليه من الغلال والسلاح والعدد. وصارت من حصون الإسلام المنيعة.
[ذكر فتوح ثعز الكختا]
وفى سنة اثنتين وثمانين وستمائة أيضا، فتحت قلعة الكختا. وهى من أمنع الحصون وأعلاها وأتقنها بنية «١» . فاجتهد السلطان فى تحصيلها وإضافتها إلى الحصون الإسلامية. ووعد من بها المواعيد الجميلة. فأجابوا بالسمع والطاعة.
وقتلوا النائب بها، وهو الشجاع موسى. وراسلوا نائب السلطنة الشريفة بالمملكة الحلبية، وبذلوا تسليم القلعة. فجهز إليهم الأمير جمال الدين الصرصرى «٢» ، والأمير ركن الدين بيبرس السلاح دار، والأمير شمس الدين أقش الشمسى العينتابى، ومن معهم. فتسلموا الحصن، وحلفّوا من به للسلطان ولولده الملك الصالح، والبسوهم التشاريف، ثم جهزوا من كان بها، طائفة بعد أخرى إلى الأبواب الشريفة السلطانية. فأحسن السلطان إليهم، وأقطع منهم من يستحق الإقطاع، وجهزت إليها الزردخانات، وآلات الحصار، واستقرت فى جملة الحصون الإسلامية. وصارت هذه القلعة شجىّ فى حلق الأرمن، وحصل الاستظهار بها على الغارات.
[وذكر الإغارة على بلاد سيس]
وفى سنة اثنتين وثمانين وستمائة أيضا، كتب السلطان إلى نائب السلطنة