تلك الأعمال، ونهبوها، فوصل الخبر إلى بغداد، فارتاع أهلها، ثم سار إبراهيم ينال إلى السيروان، فحصر القلعة، وضيّق على من بها، وأرسل سرّية نهبت البلاد، وانتهت إلى عشرة فراسخ من تكريت، ثم تسلم السيروان من مستحفظها بعد أن أمنه، واستخلف عليها رجلا من أصحابه، وانصرف إلى حلوان، وعاد إلى همذان.
[ذكر غزو ابراهيم ينال الروم]
وفي سنة أربعين وأربعمائة غزا إبراهيم الروم، فظفر وغنم وأسر وسبى، وكان سبب: ذلك أن خلقا كثيرا من الغز مما وراء النهر، قدموا عليه، فقال لهم: إن بلادى تضيق عن مقامكم، والقيام بما تحتاجون إليه، والرأى أن تمضوا إلى غزو الروم، وتجاهدوا فى سبيل الله تعالى، وتغنموا وأنا سائر في أثركم، فساروا بين يديه وتبعهم، فوصلوا إلى ملازكرد، وأرزن الروم، وقاليقلا، وبلغوا طرابزون «١» ، وتلك النواحى كلها، ولقيهم عسكر عظيم