للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونقّطته حباء «١» كى يسالمها ... على «٢» المنايا نعاج «٣» الرمل بالحدق

وقال آخر:

تغاير اللّيل فيه والنهار معا ... فحليّاه بجلباب من الحدق

والشمس مذ لقّبوها بالغزالة لم ... تطلع على وجهه من شدّة الحنق «٤»

[ذكر ما قيل فى الكلاب]

يقال: إن بين الكلب والضّبع عداوة شديدة، وذلك أنه إذا كان فى مكان مرتفع ووطئت الضّبعة «٥» ظلّه فى القمر رمى نفسه إليها مخذولا فأكلته؛ ويقال: إنّ الإنسان متى حمل لسان ضبع لم ينبح عليه كلب؛ ومتى دهن كلب بشحمها جنّ؛ وفى طبع الكلب أنه يحمى ربّه، ويحمى حريمه شاهدا وغائبا، ونائما ويقظان؛ والكلب أيقظ الحيوان عينا فى وقت حاجته «٦» الى النوم، وأنومها نهارا عند استغنائهم عن حراسته؛ ومن عجيب أمره أنه يكرم الجلّة من الناس وأهل الوجاهة؛ فلا ينبح على أحد منهم، وربّما حاد عن طريقهم [وينبح «٧» ] على الأسود والوسخ الثوب والزّرىّ الحال والصغير.