للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رأسه تاج، فقلت: ما فعل الله بك يا أخى؟ قال: غفر لى وأدخلنى الجنّة، إلا أنى كنت مغموما ثلاثة أيام، قلت: ولم؟ قال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مرّ بى فلما بلغ خشبتى حوّل وجهه عنى، فقلت له بعد ذلك: يا رسول الله- قتلت على الحق أو على الباطل؟ فقال: أنت على الحق ولكن قتلك رجل من أهل بيتى، فإذا بلغت إليك أستحيى منك.

وقال بسند إلى أبى جعفر الأنصارى «١» : سمعت. محمد بن عبيد- وكان من خيار الناس- يقول: رأيت أحمد بن نصر فى منامى فقلت يا أبا عبد الله ما صنع بك ربك؟ قال: غضبت له فأباحنى النظر إلى وجهه تعالى.

قال: وكان مقتله يوم السبت غرة رمضان سنة إحدى وثلاثين ومائتين، وأنزل رأسه يوم الثلاثاء لثلاث خلون من شوال سنة سبع وثلاثين ومائتين، وجمع رأسه وبدنه ودفن بالجانب الشرقى فى المقبرة المعروفة بالمالكية

[ذكر الفداء بين المسلمين والروم]

فى هذه السنة كان الفداء بين المسلمين والروم، فاجتمع المسلمون على نهر اللّامس على مسيرة يوم من طرسوس، واشترى الواثق من ببغداد وغيرها من الروم، وعقد الواثق لأحمد بن سلّم «٢» بن قتيبة الباهلى على الثغور والعواصم، وأمره بحضور الفداء هو وخاقان الخادم، وأمرهما أن يمتحنا أسرى المسلمين، فمن قال: القرآن مخلوق وأنّ الله لا يرى فى الآخرة- فودى به وأعطى دينارا، ومن لم يقل ذلك ترك فى أيدى الروم، فلما كان فى عاشوراء سنة إحدى وثلاثين اجتمع المسلمون ومن معهم من الأسرى على نهر، وأتت الروم ومن معهم من الأسرى، وكان النهر بين الطائفتين، فكان