ضلالة، وهذا وحده على الحقّ والهدى. وكرّروا عليه ما وعدوه به من التّقدمة عليهم؛ فأصغى إليهم ووعدهم أن يتلطّف فى إخراجه. فجعل يتكلم فى ذلك ويحتجّ على أهل بيته، ويخوّفهم العواقب؛ فاتصل كلام بنان بالشيعىّ فانتقل عنهم.
ذكر انتقال أبى عبد الله الشّيعى عن بنى سكتان إلى بنى عصمة بتازرارت «١»
قال: واتّصل هذا الخبر بالحسن بن هارون العصمى «٢» ، وكان قد دخل فى هذا الأمر، وهو معروف بالأدب وكثرة النّعمة، وهو مطاع فى قومه. فأتى الشّيعى ورغب إليه فى الانتقال إلى مكانه، ووعده بالذّبّ عنه، والمدافعة بنفسه وأهله وماله؛ وذكر ذلك لأصحابه فأشاروا عليه به. وعظم ذلك على بنى سكتان وكرهوه، وقالوا له: نحن ندافع عنك بأنفسنا حتى نقتل كلّنا دونك. فشكر قولهم. وانتقل إلى الحسن بن هارون إلى تازرارت فتلقاه من بها من أصحابه وغيرهم. وقام «٣» العصميون «٤» بما احتاج إليه الشيعىّ وأصحابه، وقاسموه أموالهم. وأقبل أصحاب الشيعى من كلّ ناحية، وكلّ