للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على حقّ فما أولانا وإيّاكم بنصرته واتّباعه، وإن كان على باطل عرّفنا من اتّبعه أن يرجعوا عنه.

فانصرفوا إلى أصحابهم وأخبروهم بما كان من بنان، فخافوا أن تقوم حجّته، ويستحكم أمره، فتزول رئاستهم بسببه. فأجمعوا على أن يمضوا فى جماعة ويظهروا أنهم أثوا بالعلماء، فإذا خرج إليهم قتلوه، وانصرفوا على حميّة.

فاجتمعوا فى عدد عظيم من الخيل والرّجل؛ فلمّا رآهم بنو سكتان ركبوا خيولهم؛ والتقى الجمعان. فقالوا لبنان إنما أتيناك لما كان بيننا وبينك.

فقال: إنّما كان بيننا أن تأتوا بالعلماء، وقد أتيتم بالزّحف والعدّة، وعلا الكلام بينهم، فالتحم القتال، وتداعت جيملة من كلّ مكان؛ فانهزم القوم، وانصرف عنهم بنو سكتان. وكان الشيعىّ قد سيّر فى مبادئ هذا الأمر، وخاف عليه أصحابه.

ثم راسل الجماعة بنانا مرّة ثانية، وقالوا. قد كنّا أخطأنا فيما أتينا به من الجمع، ولم يكن ذلك عن قصد، ولكن تسامع النّاس بنا فتبعونا. وقد رجوناك لإصلاح جماعتنا، وقدّمناك، واخترناك لأنفسنا، لتحقن دماءنا، وتجمع ما تبدّد من شملنا، فقد عادى من أجل هذا الرّجل الأخ أخاه، والابن أباه، والقريب قريبه؛ وهذه فتنة قد بدت، وردّة قد ظهرت.

وهذا الرجل من أهل المشرق، وهم كما علمت شياطين. وعلماؤنا بربر، وقوم ليست لهم تلك الأذهان؛ فإنهم [إن] «١» ناظروه يظهر عليهم ولم يجدوا حجّة. يحتجون بها عليه. وقالوا له: أترى نحن وآباؤنا والنّاس كلّهم فى