كتامة وكبارهم وولاة أمورهم: فتح بن يحيى المشالى «١» ، وكان يقال له الأمير، ومهدى بن كناره «٢» ، رئيس لهيصة، وقرح بن خيران «٣» رئيس أجّاته، وثميل بن فحل «٤» رئيس لطاية، واستعملوا آراءهم فى أخذ الشّيعى فعلموا، أنهم لا يقدرون عليه عنوة من أيدى بنى سكتان لأنّهم يمنعونه، ويجتمع عليهم جيملة وغيرها من قبائل كتامة، فتفرّق ذات البين، ويكون ذلك داعية إلى أن يجعلوا له أنصارا، وتصير كتامة فريقين، ولم يأمنوا سوء العواقب، فقصدوا بنان «٥» بن صقلان، وهو من وجوه بنى سكتان، ولم يكن له يومئذ دخل فى أمر الشيعىّ، وأرسلوا جماعة منهم إليه، وبعثوا له أربعة أفراس وأغنما وهديّه. وقالوا له: إن هذا الرجل قد بدّل الدّين، وفرّق الجماعة، وشتّت الكلمة، وأدخل الاختلاف بين الأقارب [٢٧] وقد قصدناك فى أمره، وأملكناك فى قطع هذا المكروه بأن تقبض على الشيعىّ وتخرجه من بلدنا، وتنفيه عنّا إن كرهت قتله، ونجعل لك بعد ذلك التّقدمة على جميع كتامة والعرب، فيكون لك شرف الدنيا وفخرها، وثواب الآخرة وأجرها، وتزيل عن أهل بيتك مكروها، وتقطع عنهم شرا. وأخذوا معه فى ذلك وحذّروه عواقب السلطنة.
فقال لهم بنان: هذا رجل صار بين أظهرنا، وهو ضيف عندنا، كيف ينبغى أن نفعل فيه مثل هذا الفعل. فتنازعوا فى ذلك طويلا، وكان آخر خطاب بنان لهم أن قال: الرأى أن نجمع العلماء إليه فيناظرهم، فإن كان