للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومما جاء من القسم فى النسيب قول الشاعر:

فإن لم تكن عندى كعينى ومسمعى ... فلا نظرت عينى ولا سمعت أذنى

ومما جاء فى الغزل قول الآخر:

لا والذى سلّ من جفنيه سيف ردى ... قدّت له من عذاريه حمائله

ما صارمت مقلتى دمعا ولا وصلت ... غمضا ولا سالمت قلبى بلابله.

[وأما الاستدراك]

- فهو على قسمين: قسم يتقدّم الاستدراك فيه تقرير لما أخبر به المتكلّم وتوكيد، وقسم لا يتقدّمه ذلك؛ فمن أمثلة الأوّل قول القائل:

وإخوان تخذتهمو دروعا ... فكانوها ولكن للاعادى

وخلتهمو سهاما صائبات ... فكانوها ولكن فى فؤادى

وقالوا قد صفت منّا قلوب ... لقد صدقوا ولكن من ودادى

وقول الأرّجانىّ:

غالطتنى إذ كست جسمى ضنى ... كسوة أعرت من الجلد العظاما

ثم قالت أنت عندى فى الهوى ... مثل عينى صدقت لكن سقاما

وأما القسم الثانى الذى لا يتقدّم الاستدراك فيه تقرير ولا توكيد فكقول زهير:

أخو ثقة لا يهلك الخمر ماله ... ولكنه قد يهلك المال نائله.

[وأما المؤتلفة والمختلفة]

- فهو أن يريد الشاعر التسوية بين ممدوحين فيأتى بمعان مؤتلفة فى مدحهما، ويروم بعد ذلك ترجيح أحدهما على الآخر بزيادة لا ينقص بها الآخر، فيأتى لأجل الترجيح بمعان تخالف التسوية، كقول الخنساء فى أخيها وأبيها- وراعت حقّ الوالد بما لم ينقص الولد-