للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبو قبيصة، وقتل أكثر من معه، ونهبت أموالهم، وسبيت نساؤهم وذراريهم.

ثم سار أبو سعيد إلى قلعة حماد، وهى من أحصن القلاع وأعلاها. فلما رأى أهلها عساكر الموحدين هربوا منها فى رؤوس الجبال. وملكت القلعة وحمل جميع ما فيها من الأموال والذخائر وغير ذلك إلى عبد المؤمن.

[ذكر الحرب بين عبد المؤمن والعرب وظفر عساكر عبد المؤمن بهم]

قال: وفى سنة ثمان وأربعين وخمسمائة فى صفر، كانت الحرب بين عساكر عبد المؤمن والعرب عند مدينة سطيف «١» .

وذلك أن عبد المؤمن لما فتح بلاد بنى حماد اجتمعت العرب، وهم بنو هلال والأثبج وعدى ورياح وزغيف «٢» وغيرهم ممن يقول بقولهم من أرض طرابلس إلى أقصى المغرب. وقالوا: «إن جاورنا عبد المؤمن أجلانا من بلاد المغرب. وليس الرأى إلا اللقاء معه، وأخذه بالجد، وإخراجه من البلاد قبل أن يتمكن» . وتحالفوا على التعاون والتعاضد، وعزموا على لقائه بالرجال والأهل والمال.

واتصل الخبر بصاحب صقلية الفرنجى، فأرسل إلى أمراء العرب وهم محرز بن زياد، وجبارة «٣» بن كامل، وحسن بن