للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر ملكه قلعة جعبر]

وفى سنة أربع وستين وخمسماية ملك [نور الدين] قلعة جعبر من صاحبها شهاب الدين مالك بن على بن مالك العقيلى وكانت بيده وبيد آبائه كما تقدم. وكان السبب فى ملكه لها أن صاحبها سار إلى الصيد، فأسره بنو كلاب «١» وجاؤوا به إلى نور الدين فى شهر رجب سنة ثلاث وستين، فاعتقله نور الدين وأكرمه فى اعتقاله.

وأخذ فى طلبها باللين، فلم يوافق على إعطائها ثم أخذه بالشدة فلم يوافق، فسير الجيوش لحصرها، فحوصرت مدة فلم يظفر منها بطائل، فعاود صاحبها بالملاطفة، وعوضه عنها سروج وأعمالها والملاحة التى من بلد حلب وباب بزاعه. وعشرين ألف دينار معجلة.

فقبل العوض وسلم القلعة. وهذه القلعة فى عصرنا هذا إلى سنة أربع عشرة وسبعماية خرابا لا باب عليها والله أعلم.

[ذكر ملكه الديار المصرية]

وفى سنة أربع وستين وخمسماية ملك أسد الدين شيركوه الديار المصرية بجيوش الملك العادل نور الدين، وهى السفرة الثالثة له إليها من قبل نور الدين ونذكر ذلك مفصلا فى أخبار الدولة الأيوبية، ودامت الخطبة بها للملك العادل مدة حياته، وصدرا من أيام ولده الملك الصالح إسمعيل.