نيسابور فلمّا قاربها تفرّق عن أبى علىّ أصحابه وعساكره، وبقى معه من أصحابه نحو من مائتى رجل، سوى من كان عنده نجدة من الديلم، فاضطرّ إلى الهرب فسار نحو ركن الدولة، فأنزله معه في الرى واستولى ابن مالك على خراسان، وأقام بنيسابور، وكان بين عساكره وبين بنى بويه حروب، ثم حصل بينهما الصلح والاتفاق، ودامت أيام عبد الملك إلى سنة خمسين وثلاثمائة، فركب في يوم الخميس حادى عشر شوّال منها فسقط الفرس من تحته، فوقع إلى الأرض فمات، وكانت مدة ملكه سبع سنين وستة أشهر تقريبا، ولما مات، ولى بعده أخوه.
[ذكر ولاية منصور بن نوح بن نصر بن أحمد وهو السابع من الملوك السامانية]
كانت ولايته بعد وفاة أخيه عبد الملك لإحدى عشرة ليلة خلت من شوّال سنة خمسين وثلاثمائة، وخالف عليه في سنة إحدى وخمسين الفتكين، وهو من أكابر القوّاد، وكان قد طلبه الأمير منصور فامتنع من الحضور، فأرسل إليه جيشا فهزمهم الفتكين، وأسر وجوه القوّاد وأظهر العصيان والمخالفة.