وفي سنة إحدى وعشرين وأربعمائة سيّر مسعود جيشا إلى همذان، فملكها من نواب علاء الدولة بن بويه، وسار هو إلى أصفهان، ففارقها علاء الدولة، فغنم مسعود ما كان له بها من دواب وسلاح وذخائر «٢» وغير ذلك، ثم عاد إلى بلاده.
[ذكر غزوة للمسلمين بالهند]
وفي هذه السنة غزا أحمد بن ينال تكين النائب عن محمود بن سبكتكين ببلاد الهند مدينة برسى «٣» ، وهى من أعظم مدن الهند، وكان معه نحو مائة ألف فارس وراجل، فشنّ الغارة على البلاد، ونهب وسبى، فلما وصل إلى المدينة، دخل من أحد جوانبها ونهب المسلمون يوما كاملا، ولم يفرغوا من سوق العطارين والجوهريين [فحسب]«٤» ، وباقى أهل البلد لم يعلموا بذلك لأن طول البلد منزلة، وعرضه منزلة من منازل الهند، فلما جاء المساء لم يجسر أحد على المبيت فيه لكثرة أهله، وبلغ من كثرة ما نهب المسلمون أنهم اقتسموا الذهب والفضة بالكيل، ولم يصل لهذه المدينة عسكر المسلمين قبله ولا بعده.