للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأبلق [١] أيضا جلوسا عاما، ودخل إلى الخدمة سائر الأمراء الأكابر مقدمى الألوف، وأمراء الطبلخاناة والعشرات، ومقدمى الحلقة وغيرهم، ولما عوفى السلطان استبشر الناس بذلك، وزيّنت المدينتان زينة عظيمة فى يوم الأحد رابع الشهر، ولازم الناس الأسواق ليلا ونهارا، ولم يقتصر فى الزينة على قصبة المدينتين بل سائر الأسواق والقياسير وغيرها، وأنشئت كتب البشائر بعافية السلطان وصحته إلى النواب بسائر الممالك السلطانية، وتوجه بها الأمير سيف الدين آقبغا عبد الواحد الجمدار أحد الأمراء مقدمى الألوف، وكان توجهه بعد صلاة الجمعة تاسع الشهر، ووصل إلى دمشق فى يوم الأربعاء رابع عشر الشهر، وتوجه منها إلى حلب وعاد.

وفى يوم الجمعة تاسع الشهر أيضا حضر السلطان إلى الجامع بقلعة الجبل، وصلى الجمعة، وزفت البشائر بباب الإسطبل السلطانى، وعلى أبواب الأمراء بقلعة الجبل والقاهرة، واستمر ذلك إلى الظهر من يوم الأحد حادى عشر جمادى الآخرة [٢] ، فرسم بإزالة الزينة والطبلخاناة، وكانت هذه الأيام المذكورة أياما مشهودة حتى غصت المدينة بالناس لكثرة الازدحام، حتى عجز الناس فى بعض الأوقات عن المرور بقصبة المدينة، وكانوا يمشون فى بطائن الأزقة.

[ذكر إقامة الخطبة وصلاة الجمعة بالمدرسة الصالحية [٣] النجمية بالقاهرة المحروسة]

وفى يوم الأربعاء تاسع عشر ربيع الأول سنة ثلاثين وسبعمائة حضر الأمير جمال الدين أقش الأشرفى المنصورى المعروف بنائب الكرك [٤] ، وهو أجل أمراء الدولة وأقربهم من السلطان مجلسا إلى المدرسة الصالحية النجمية


[١] هذا القصر ذكره المقريزى فى الخطط (٢/٢٠٩) فقال: إن هذا القصر يشرف على الإسطبل السلطانى، أنشأه الملك الناصر محمد بن قلاوون سنة ٧١٣ هـ وانتهت عمارته سنة ٧١٤ هـ، وانشأ بجواره جنينته وفى النجوم (٩/٣٦ حاشية ٣) تحديد لموقعه الحالى.
[٢] كانت مدة الاحتفال بشفاء السلطان أسبوعا، وقد أورد المقريزى هذا الخبر فى السلوك (٢/٣١٨) وأورد وصفا لهذه الاحتفالات.
[٣] الصالحية النجمية: تنسب إلى الملك الصالح نجم الدين أيوب سنة ٦٤٧ هـ-.
[٤] هذا الخبر أورده المقريزى مجملا فى السلوك (٢/٣١٧) .