بهدية وكتاب وتقليد وخلع. ودام ملك أمير المسلمين إلى سنة خمسمائة فتوفى فيها «١» . فكانت مدة ولايته ثمانى وثلاثين سنة تقريبا.
وكان ديّنا حازما سئوسا ذا دهاء، إلا أنه أبان عن لؤم لما اعتقل المعتمد بن عباد بأغمات، فإنه لم يجر «٢» عليه ما يقوم به حتى كانت بناته يغزلن بالأجرة للناس وينفقن عليهن وعليه.
ولما مات يوسف ولى بعده ابنه.
[ذكر ولاية على بن يوسف بن تاشفين]
كانت ولايته بعد وفاة أبيه فى سنة خمسمائة. وكان أبوه قد عقد له الأمر بعده فى سنة تسع وتسعين وأربعمائة «٣» فاستقل بالأمر بعده وتلقب بأمير المسلمين. وكان يقتدى فى القضايا والأحكام بفقهاء بلاده، ويقربهم ويكرمهم. وإذا أتته نصيحة قبلها أو موعظة خشع لها. وسار فى رعيته أحسن سيرة، فأحبه الناس واشتملوا عليه ومالوا اليه.