له راغب؛ فلمّا مات الموفّق اختار راغب الجهاد، فسار إلى طرسوس على عزم المقام بها، فلمّا وصل إلى الشّام سيّر ما معه من دوابّ وآلات وخيام وغير ذلك إلى طرسوس، وسار هو جريدة إلى خمارويه ليزوره ويعرّفه ما عزم عليه، فلقى خمارويه بدمشق، فأكرمه خمارويه وأنس به وأحبّه، فاستحيا راغب أن يطلب منه المسير إلى طرسوس، فطال مقامه عنده. فظنّ أصحابه أنّه قبض عليه، وأذاعوا ذلك، فاستعظمه النّاس، وقالوا: يعمد إلى رجل قصد الجهاد فى سبيل الله فيقبض عليه، فشغبوا على أميرهم، وقبضوا عليه، وقالوا: لا تزال فى الحبس حتى يطلق ابن عمّك خمارويه راغبا، ونهبوا داره، وهتكوا حرمه.
وبلغ الخبر خمارويه فأطلع راغبا عليه، وأذن له فى المسير إلى طرسوس.
فلمّا دخلها أطلق أهلها اميرهم محمد بن موسى، فسار عنها إلى البيت المقدّس. ولمّا سار عنها وليها أحمد العجيفى، وكان يليها قبل ذلك «١» .
[ذكر زواج المعتضد بالله بابنة خمارويه ابن أحمد بن طولون]
قال: ولمّا توفى المعتمد على الله «٢» وتولّى المعتضد بالله «٣» بادر خمارويه